
أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
الغموض واللغة المعقدة في الأدب الحداثي المعاصر
هناك فئة كبيرة من الكتاب يستخدمون مصطلحات صعبة جدا ولا يفهمها الا نخبة أو فئة معينة من الناس المتعمقين جدا باللغة والدارسين لها والتي تكون بعيدة كل البعد عن الذائقة الشعبية للمتلقين وهذا الأمر يعود لسببين حسب تحليلنا المبسط والمتواضع وهي أنه قصدا ليس متوجه بها الى العامة وأنما لفئة معينة من الناس وهم العارفين والغارقين والمتشبعين معلوماتا أدبية ولغوية ،أو أنه معتادا على هذا الشكل من الكتابة لأنه مجاله بكل بساطة ،أما الفئة الأخرى فهي تنتمي لجانب فيه نوع من الظلامية لأنها قرأت بعض المعلومات عن اللغة وبعض الروايات أو سرقت من الذكاء الاصطناعي أو من بعض الكتاب فتحاول استعراض عضلاتها الفكرية والأدبية ويكون ذلك مثل الزوبعة وتنتهي ، أما رؤيتنا لهذا الموضوع فهو أن الكتابة تحتاج لكتابة العواطف والمشاعر والأفكار بصورة سلسة قريبة إلى ذهن المتلقي العادي أو قريبة للذائقة الشعبية للناس وهنا يجب أن نوضح أنه الكاتب يجب أن يكون متمكنا من اللغة املائيا وقواعديا ولفظيا ونحويا وبلاغيا لكن طرح الأفكار والعواطف هو الواضح وهذا النوع من الكتابة يسمى بالسهل الممتنع فيصعب على الناس العاديين أو الذين لا يمتلكون الموهبة الكافية كتابة مثله لكنه يكون مفهوما لعامة الناس ،ونحن برأينا أنه مثلا كتابة الشعر والخواطر لا يحتاج الا إحساسا مرهفا وسيطرة على اللغة لأنها تخاطب العواطف والقلوب والأحاسيس الجياشة المفعمة بالحب لذلك هي لا تحتاج إلى كل هذه الصعوبة بل تحتاج التأثير في المتلقي بل وحتى القصص القصيرة والروايات والمقالات والخطب كلها تحتاج إلى ذلك فقط فالهدف منها تغيير المجتمع للأفضل وتطويره وليس الأستعراض ،وليفهم هنا القارئ الكريم ليس قصدنا الأستسهال أو عدم إحترام اللغة أو جعل كل من هب ودب يكتب لكن القصد الكتابة ليست رياضيات أو فيزياء لكي تكون صعبة ولا يفهمها الا الصفوة أو أصحاب الأختصاص بل اللغة العربية تسمى لغة القرآن الكريم والقرآن الكريم لغته واضحة للقارئ ولمن يريد أن يفهمه أو يتدبره فلا داعي للغة المعقدة الصعبة الفهم ،وهناك أمر أخر يجعل الكتابة جذابة وملهمة وهي قدرة الكاتب من القفز من فكرة لأخرى داخل كتاباته بطريقة لطيفة ومميزة ولبقة فلكل انسان زاوية خاصة ينظر من خلالها للأمور وللحياة حسب تجاربه الشخصية وثقافته ورؤيته الخاصة إذن لكل كاتب لمسة خاصة تمييزه عن غيره ومتابعيه يعرفونه من أول سطوره قبل أن يشاهدوا إسمه ،اذن الكتابة عاطفة ولون وتمكن من اللغة وليس استعراض للثقافة وللمعلومات إذن الاستعراض ليس المغزى ولكن الكاتب يعد من أثقف فئات المجتمع لأنه مبتكر ويضع عصارة ثقافته العامة ودراسته وتجاربه بالحياة بين أيدي الأجيال فلا يحتاج إلى تزويق اطلاقا ،الكاتب كالطبيب فالطبيب عندما يخطئ ممكن يذهب مريضا واحدا ضحية له أما الكاتب بيده بناء مجتمعه بحروفه حرفا حرفا وبيده قلم ممكن يكون معول يدمر الشباب خاصة المتأثرين به ,وبالكتابة يصل الكاتب للقلوب وبالكتابة يفقد شغف الناس والكاتب كذلك مثل الرسام الذي يخاطب الضمائر بريشته ولوحاته فهو يخاطب القلوب والعقول بالقلم وقد قدس القلم الكثير من الكتاب لدرجة أنهم يتركونه خارجا عن دخولهم الحمام أجلكم الله ،نسأل الله أن يوفقنا بأن نكون لبنة بناء لمجتمعنا وليس طريقة لهدمه والله الموفق .
أفكار بصوت مرتفع